الجمعة، ٤ مايو ٢٠٠٧

من قصاص إلى منعم


أخي الحبيب/عبد المنعم محمود
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته,و بعد
نقل لي أكثر من شخص ما كتبته عنى و كنت أتمنى أن أقرأ بعضه و بعد مرور شهر من حبسي وصلني بعض ما كتبته عنى في أوائل ما تم القبض على و كم فرحت بكلامك الطيب و كم تأثرت بمشاعرك النبيلة وقلت غداً سأكتب رسالة شكر لعبد المنعم ولكن الغد تأخر, نعم فى اليوم التالي وصلتني أخبار متضاربة عنك (تم القبض عليه – لا لم يقبض عليه –هارب – قبض عليه) و تأكدت بعده أنه قبض عليك و كنت أقصى ما أتمناه أن تأتى إلى نفس السجن الذي أنا موجود فيه لكي أراك و أسلم عليك وأشكرك على ما فعلته و كتبته من أجلى ,كان أملى أن نتعانق و يصبر أحدنا الأخر,كان أملى أن أشد على يدك و أقول لك أصبر يا عبد المنعم فأنت رجل يفخر الواحد أنك تكون أخوه و صديقه و بما أن كل هذا لم يحدث فقلت أكتب لك رسالة و أن أكتبها و لا أعرف مصيرها هل يمكن أن تنقل من يد إلى يد إلى أخرى حتى تصل لك في سجنك و لا أعرف إن كانت ستنشر على النت أم لا و حتى إن نشرت فأنا أعرف أنك لن تقرأها لأنهم سجنوك و منعوك من النت و هو أكثر شيء تحبه في هذه الحياة,و لكن يا عبد المنعم ليس أمامي إلا أن أكتب هذه الرسالة لأني مثلك سجين و لن أستطيع أن أزورك أو أكلمك أو أراك.
عبد المنعم فكرت كثيراً لماذا اعتقلوك,هل لأنك من شباب الأخوان المسلمين أو كما سميت مدونتك (أنا أخوان),أم لأنك فضحتهم و فضحت ما جرى معك من تعذيب,أم اعتقلوك لأنك ناشط نت و مدون ضمن سلسلة القبض على المدونين,فالنظام لا يستحمل أن يعبر بعض الشباب عن أرائهم حتى و لو كانت على النت,أم اعتقلوك لأنك صحفي موهوب و اعلامى و مراسل شاطر (ولا مكان في بلدنا للموهبين)أم اعتقلوك لتكون أول من يجرب فيهم تعديل المادة179 من الدستور, ام اعتقلوك لأنك ابن بار بوالديه؟؟؟؟
فى النهاية للأسف أنت معتقل أو مسجون هذه حقيقة و الحقيقة ايضا انك مظلوم فلا تحزن ( و حسبنا الله و نعم الوكيل) و تذكر ان دعوة المظلوم ليس بينها و بين الله حجاب فأكثر من الدعاء و خاصة على الظالمين..
أخى الحبيب/ عبد المنعم, فى العام الماضى سبقتنى إلى السجن بشهرين و فى هذا العام اسبقك إليه بشهر و هذا قدرك وهذا قدرى (و الحمد لله) و هذا قدر كل اصحاب الدعوات و قدر كل مخلص لدينه و لوطنه فى هذا العصر فلا تحزن و احتسب كل ذلك عند الله فالله ارادك مجاهدا فى سبيله أليس افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر كما قال رسول الله _صلى الله عليه و سلم_ فلك الاجر عند الله بإذن الله و لا تفكر فى شئ حتى فى والدك ووالدتك ولو كان والدك مريضا فهما فى كنف الله و رعايته و هو الحافظ والشافى بإذن الله...
أخى /عبد المنعم احب ان اقول لك انى احبك فى الله و بإذن الله فى القريب سنلتقى فى خارج السجون لنقضى معا اوقات طيبة و لتستمر اخوتنا و صداقتنا و لنستمر معا فى طريق الدعوة إلى الله و طريق اصلاح هذا البلد بإذن الله..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخوك/ محمد القصاص
السبت 21/4/2007 الساعة 10 مساءً

هناك ٤ تعليقات:

غير معرف يقول...

ربنا يديم عيهم اخوتهم الصادقة..
.
ويخرجوا ويبقى بينهم اوقات وذكريات كتيييييييييييير و اجمل من اللى كانت وده قريباااا ان شاء الله

أحمد الطنوبى يقول...

ربنا يجمعن واياكم عما قريب وقد ناتما الحرية رسلة مليئة بالمشاعر الفياضة التى ان دلت على شيئ فانما تدل على ان كاتبها انسان اوى والنكتوبة لية راجل اوى فليكن هتافنا فى عرض منعم الحريةللقصاص الحرية لمنعم الحرية للسجينة مصر .

الكواكبي يقول...

طبعاً يا عم قصاقيصو غني على كيفك . . انت محبوس ومنعمتي محبوس وما حدش هايستجري انه يكدب الكلام اللي انت كاتبه عن منعمتي ولا يكدب موضوع الحب في الله ده ؛ الناس البعيدة عنكم بس هي اللي ممكن تفتكر ان صريخكم المتواصل في وش بعض وخناقاتكم المستمرة بلا انقطاع وبعض الجمل الحوارية الراقية والمحسنات البديعية اللي بتتخلل حوارتك انت ومنعم من عينة (انت ديكتاتور . . لأ انت اللي مستبد . . الواحد مش عارف البلاوي اللي بتتحدف علينا من اسكندرية دي هاتبطل امتى؟) ممكن اي حد بعيد يفتكر ان ده خناق او زعل مع ان ده مش صحيح . .(ابسلوتلي) على رأي اللمبي؛ ده مجرد تعبير عن حالة الحب (الفظيعة) اللي جمعت بينكم
وبعدين يا ابو قصاص ده انت اول من نظّر وأطّر لقاعدة (تعزير الحبيب زي أكل الزبيب)
ماشي يا عم . . هابلع بمزاجي موضوع انك عايز منعم علشان تحضنه في الله مش علشان مش لاقي حد تتخانق معاه خصوصاً انك أصغر واحد في الحبسة
عموماً ربنا ينولك مرادك وينقلوا منعم عندك وتذل انفاسه كما يجب
اللي صعبان علي في الموضوع ده بقية المحبوسين اللي هايشوفوا اللي عمرهم ما شافوه :)

غير معرف يقول...

العزيز القصاص
ربنا يفك أسرك و يجعل الحبسة دي في ميزان حسناتك، و يثبتك و يقويك، ونشوفك برة على خير