الأحد، ٩ مايو ٢٠١٠

و أخيرا اتجوزت


و اخيرا اتجوزت و على حسب ما اعرف ان العبارة دى مطلع اغنية للمغنية الشعبية "امينة" (مطربة الحنطور) و لولا انها غنتها, كنت هاعملها انا اغنية و اهديها للأخ ابو الليف علشان يغنيها .. الحكاية و ما فيها ان العبارة دى (و اخيرا اتجوزت) شغلت حياتى فى الشهور الماضية فقد اتممت زواجى (و بالاسلامى "بنائى" و بالبلدى "دخلتى") يوم 7-12-2009 اى من حوالى خمسة اشهر و لظروف خاصة ..عائلية و مادية تم اختيار الموعد فى عجالة ولم تتم دعوة الكثير من المعارف و الاهل و الاصحاب للفرح, و بعد الفرح و ما يسمى بشهر العسل (و اللى كان 4 ايام) بدأ الخبر فى ينتشر و بدأ البعض يتصل بى او يقابلنى صدفة او يزورنى متعمدا من أجل ان يهنئ بالزواج (او هذا ما كنت اعتقده), لانى بخبرتى البسيطة فى الحياة اعرف ان ما يقال فى هذه المناسبة عبارات من نوع (الف مبروك .. ربنا يتمم بخير .. بارك الله لكما .. عقبال الذرية الصالحة .. كل سنة و انتم طيبين) اى حاجة لطيفة , لكن ما كان _و ما زال_ يحدث معى ان يبدأ المهنئ بعبارة من نوع (هو بجد حقيقى .. صحيح!! .. دى اشاعة؟؟) فأرد بتأكيد خبر زواجى فيكون الرد شهقة او صيحة أو كلمة يااااااااااااه (و اخيرا اتجوزت) .. كل ما سبق اشترك فيه تقريبا كل من عرف بخبر زواجى, بما فيهم غالبية من حضر فرحى .. الكل اتفق على كلمة (أخيرا اتجوزت), لدرجة ان الموضوع بقى محرج امام إيمان (زوجتى), لأن التفكير النسوى هيخليها تفكر فى الامر بشكل سلبى (يعنى مثلا ممكن تفكر ان محدش كان راضى بيا) و مش بعيد بعد كام سنة تعايرنى فاكر لما كانوا بيقولولك (أخيرا اتجوزت) .. فبدأت اتجنب مقابلة اشخاص لم يحضروا فرحى امام زوجتى و لكن المفاجأة بقى انه كان بيوصلها رسايل على محمولها بنفس المعنى و بعضها كانت رسائل مجهولة المصدر..

ارجع تانى و اقول ان الكل اتفق على انى (أخيرا اتجوزت) لكن ما كان يتبعها هو المختلف و الاغرب ان هناك من كان ينظر إلى نظرة غريبة لم افهمها و هناك من يضحك بقهقهة عالية, و هناك من شد على يدى, و هناك من دمعت عيناه .. و الغالب منهم ينهى حديثه دون ان يهنئ او يبارك حتى انى احيانا كنت اضطر للفت نظره (خاصة لو إيمان معايا) فيتذكر "آآه آه و ألف مبروك" و لهذا فأنا و رغم مرور خمسة اشهر على زواجى اريد ان اؤكد انى (أخيرا اتجوزت) .. بعد 35 سنة عزوبية و سنة و نصف خطوبة و 22 شهر كتب كتاب .. و بعد معرفة بزوجتى اكتر من 10 سنوات, و رغم كل الشائعات اعلن انى لم اترهبن و بالفعل تزوجت.

و بالمناسبة سألوا واحد بعد خمس شهور جواز "أيه رأيك فى الجواز؟" فرد قال : "الحمد لله ... قدر و لطف"

و اخيرا اتجوزت

محمد القصاص

الثلاثاء، ٢٧ أكتوبر ٢٠٠٩

بيان شباب الاخوان المسلمين بشأن الاحداث الجارية

بيان بشأن الاحداث الجارية


بسم الله الرحمن الرحيم

تابعنا تلك الأحداث الأخيرة التي حدثت بمكتب الارشاد ، لذلك رأينا أن يكون لنا موقف ورأي نعلنه علي الاخوان وعلي الرأي العام لأننا أبناء الجماعة التي نعتز بها كمشروع حضاري نتشرف بالانتماء اليه ونحن أكثر الناس حرصا عليها وعلى تقدمها وقوتها لتكون الجسر الذي يعبر عليه وطننا من جو الاستبداد والظلم إلى رحابة الحرية والتقدم ونلخص رأينا في الآتي :

1 – نعلن تقديرنا واعتزازنا الكامل بفضيلة المرشد والوالد الاستاذ محمد مهدي عاكف وقيادته للجماعة ونقدر له جهده وونثمن كل النقلات النوعية التي انتقلت لها الجماعة في فترة توليه المسئولية ونطالبه بالتواجد الفاعل علي رأس الجماعة في المدة التي بقيت

2 – نحترم جميعا أليات الشوري ونتائجها مع التأكيد علي سياسة الوضوح والشفافية بحيث يتم اعلان اللوائح المنظمة للنظام الداخلي والمساواة في كل الحالات وعدم ترك الباب للتأويلات والاجتهادات الشخصية التي توغر الصدور وتؤثر سلبا علي الصف .

3 – ان وحدة الصف وتماسك البناء هو عندنا من الثوابت التي لا نرضي المساس بها ولذلك فاننا نخشي ان تؤدي بنا مثل هذه الاحداث لنماذج قاسية مرت بها الدعوة في اقطار أخري وعليه فان واجب الجميع الان هو رأب الصدع والحرص علي سلامة الصدر وروح الاخوة المنطقية والموضوعية وليس العاطفية فقط .

4 – ليس مقبولا ابدا ان يزايد البعض علي الاستاذ المرشد في مسألة احترامه للشوري والديموقراطية ، فالرجل هو من ضرب أروع مثال في احترام ذلك عندما اصر علي تغيير اللائحة القديمة وتنظيم الانتخابات الداخلية وترسيخ هذا المبدأ ثم طلب ان لا يولي مرة أخري المسئولية ليترك الفرصة لتجديد الدماء .

5 – ندعو القيادة اليوم إلى مراجعة اللوائح الداخلية وتعديلها بشكل عملي يتناسب مع طبيعة ومتطلبات المرحلة التي نمر بها .

6 –نؤكد على ضرورة أن يكون الأداء الإعلامي للجماعة أفضل مما هو موجود الأن لكي لا يتكرر ضعف الاداء وهذا التناقض الذي ظهر في المعالجات الاعلامية الاخوانية للقضية بشكل اساء للجماعة وأكد ان الملف الاعلامي بالجماعة محتاج للمراجعة الشاملة واعادة النظر مع ضبط التصريحات الاعلامية للقيادات والرموز وتحديد متحدث رسمي باسم الجماعة حتي نتجنب التضارب الذي رأيناه في هذه الاحداث.

7 – نشكر كل وسائل الاعلام التي تعاملت بمهنية وموضوعية تجاه الاحداث مع رفضنا لمحاولات بعض الوسائل الاعلامية المتربصة التي ادمنت الاساءة للاخوان و نحمل أنفسنا مسئولية ما حدث واتاح للبعض التشويه والتلفيق

8 – نؤكد ان غلق أي ملف لمشكلة يجب ان يكون بشكل عملي وموضوعي يضمن عدم تكرار المشكلة وعدم تفاقم تراكماتها وكلنا ثقة ان القيادة حريصة علي ذلك مثل الجميع

9 - نؤكد أن حركة الاخوان حركة مصرية وطنية مجتمعية علنية منذ انشأها الامام البنا ، فشأنها هو شأن عام وحالها يخص كل المصريين وكل المهتمين بالمشروع الاسلامي الوسطي الحضاري ولذلك فمن حق المجتمع ان يهتم بداخلنا ويتفاعل معنا كأكبر حركة شعبية مصرية تسعي للاصلاح والتغيير

10 – نتمني ان تكون الفترة القادمة فترة انطلاق في اطار الحركة الوطنية لتلبية أمال ملايين المصريين الذين يعولون علي حركة الاخوان ودورها في الاصلاح والتغيير

وانا لننتهز هذه الفرصة لنعلن عن خطوة هامة نرجوا بها الخير للوطن و للحركة وللمشروع الوسطي ككل وتأتي في اطار البناء وتقديم الحلول الايجابية ، ونعلن من هنا عن تدشين المؤتمر الألكتروني الأول لشباب الاخوان المسلمين والذي سيكون في الفترة القريبة المقبلة وسيناقش اهم الملفات والقضايا التي تهم الدعوة ليقدم رؤي وتصورات تهدف للاصلاح والتطوير ، وفق الله الجميع وألف بين قلوبنا ووحد صفنا وجمع كلمتنا ورزقنا سلامة الصدر وحسن المقصد ، بسم الله الرحمن الرحيم ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )

والحمد لله رب العالمين


شباب من الاخوان المسلمين ( شباب بيحب مصر )

الثلاثاء، ١٤ أبريل ٢٠٠٩

اعلانات الحكومة


منذ فترة شاهدنا جميعا الحملة الاعلانية التى انتشرت فى شوارع القاهرة و التى تحمل عنوان وقفة مصرية و رغم ان اللافتات لا تحمل امضاء معين لجهة ما إلا ان من المعلوم ان الحكومة هى التى تقف خلف هذه الحملة الاعلانية التى حملت شعار
((قبل ما نزيد مولود نتأكد ان حقه علينا موجود))
و الحملة تدعو الى تحديد النسل او إلغاؤه (مش هتفرق كتير) و الحملة تحمل تهديدا او قل بلغة الاعلام تلعب على اوتار الخوف لدى الجمهور و تحذره من ان ابنه القادم لن يجد رغيف الخبز ولا شربة الماء و لا مقعد المدرسة و هو امر مستفز جدا ان يصل الخطاب الحكومى إلى هذه الدرجة من التهديد و كأن الشعب هو المسئول عن وجود اساسيات الحياة و هو المحاسب على ضياعها و الحكومة تتفرج و تحذر من بعيد ..
إلا انه من الواضح ان الحملة لم تنجح و ان المصريين رفضوا الوقفة المصرية و بدلوها بوقفة الرجالة اللى قال عنها ابوسويلم "محمود المليجى" فى فيلم الارض .. وقفة الرجالة اللى محتاجة رجالة و عزوة و العزوة يعنى خلفة و زيادة فى النسل غصبا عن عين الحكومة..


و بعد فشل الحملة قررت الحكومة عمل حملة تانية بنفس الاسلوب و بدون امضاء و لافتات فى الشوارع بنفس حجم اللافتات السابقة و هذه المرة بعنوان
((احسبها صح .. تعيشها صح))
و هى دعوة من الحكومة لترشيد الاستهلاك و ان ترشيد الاستهلاك و عدم التبذير يؤدى إلى حصول المواطنين على احتياجاتهم و طبعا مش المقصود ترشيد استهلاك الحكومة و لا الوزراء و لا النواب (اللى زادلهم بدل حضور و بدل الاتصال) ... بل المقصود ترشيد المواطنين لاستهلاكهم و طبعا مش الحكومة هى اللى هتلبى احتياجات المواطنين , بل الحكومة تقصد ان يعتمد المواطن على نفسه و الحكومة طبعا معندهاش استعدادتزود اجور او توفر احتياجات .. هى بس فاعل خير و ناصح امين للمواطنين..


و من اجل توضيح قولى انقل لكم المكتوب على احدى اللافتات
"الست سعاد وفرت فى اكلها و اشترت لبس العيد لابنها"
و تحمل اللافته صورة الست سعاد التى ترتدى ملابس بسيطة و طفل صغير و ماكينة خياطة ... تصوروا الحكومة تدعوا المواطنين البسطاء و الفلاحين الى ترشيد استهلاكهم المتمثل فى اكلهم لشراء الملابس لأبنائهم و طبعا ملابس بسيطة .. و تفصيل مش جاهزة!!

الاعلان يخاطب الشرائح البسيطة و الفقيرة فى المجتمع بدلا من ان يخاطب الشرائح العليا و الصفوة و يدعوا الفقراء للتقليل من اكلهم بدلا من دعوة الاغنياء لتقليل مظاهر البذخ و الاسراف فى الافراح و الولائم .. او يدعوا المسئولين للتقليل من الموائد و العشاء و الغذاء الفاخر الذى يقدمونه للناخبين و الاعلاميين او لمن لهم مصلحة عندهم ...


و رغم ان الاحتياج الذى تحتاجه الست هو ملابس لابنها و هو احتياج طبيعى و بسيط الا ان الحكومة تعترف بصعوبة الامر و لكنها لم تقدم الحل و لم تخفض الاسعار و ترفع الاجور و رأت ان الحل هو على المواطنين ان يخفضوا وجباتهم من ثلاث وجبات الى وجبتين و يشتروا بثمن الثالثة ملابس لأبنائهم ... ياله من حل عظيم .. و يالها من حملة اعلانية قوية و ذكية و اكيد ان المواطنين هيستجيبوا للنصف الثانى منها و الست سعاد هتوفر فى اكلها و هتجيب لبس العيد لابنها لأن مقدمهاش شئ غير كدة فى ظل غياب الحكومة و تخلفها عن اداء دورها تجاه شعبها .. اما النصف الاول من الاعلان و هو "احسبها صح .. تعيشها صح" فأكيد ان المواطنين لن يستجيبوا له لأنهم لو حسبوها صح و حسبوا دخلهم و المطلوب منهم من مصروفات ربما يجننوا او ينتحروا او يثوروا ... فالافضل لهم و للحكومة ألا يحسبوها ...


و نصيحة اخيرة للحكومة .. ان تحسبها صح و توفر مصاريف حملاتها الاعلانية الجميلة لدعم رغيف العيش و توفر كمية مناسبة منه للست سعاد

الاثنين، ١٦ فبراير ٢٠٠٩

مشاهد من رحلة رفح _ المشهد الثالث


العدوان على غزة..عدوان على مصر


و نحن نجلس فى القاهرة ربما يفكر احدنا ان يحمد الله على ان الحرب بعيدة عن بلدنا و ربما يخرج لك احد الخبراء من القناة الاولى ليقول ان الرئيس بحكمته و اتفاقية السلام قد جنبا و اهلها ويلات الحروب و ان مصر آمنة .. و ربما تصدق هذا الكلام و لكن اذا ذهبت سيناء سواء فى العريش او فى رفح سترى صورة اخرى .. فقد كنت اركب مع سائق تاكسى فى العريش و فجأة سمعنا صوت سرينة سيارة الاسعاف و لكنها استمرت بعض الوقتففوجئت بالسائق و قد اضطرب جدا و أخذ يتساءل هل هى سيارة اسعاف ام طائرة فتعجبت طائرة فى العريش فأجابنى بأن هذا يحدث .. ففى بعض الاحيان تحلق الطائرات الاسرائيلية فوق سيناء و لكنى لم اصدق و لكن بعد عودتى سمعت من السياسيين و الصحفيين ان اتفاقية كامب ديفيد تسمح للطائرات الاسرائيلية بالتحليق فوق سيناء ..


المهم ان اهل سيناء يتحدثون عن مخاوف دخول اسرائيل سيناء .. قلت لأحدهم ان اسرائيل ليس لها رغبة فى سيناء , فرد بعنف " إسرائيل هتموت على شبر من سيناء" (و يبدو ان هذا الاعتقاد موجود عند كل اهالى سيناء)


و يعرف اهل العريش انه لا يوجد جيش على الحدود قادر على حمايتهم اما فى رفح فلا يكاد صوت طائرات الاستطلاع الاسرائيلية ((الزنانة)) يفارق سمعك و اذا ضرب صاروخ او قذيفة على رفح الفلسطينية فستهتز الارض من تحتك و سيدخل الرعب قلبك و ترى الزجاج يتناثر ... و من اهالى رفح من ترك رفح و استأجر شقة فى الشيخ زويد او فى العريش ليبعد عن آثار الحرب و بعضهم يترك بيته ليلا لأن الضرب الاسرائيلي لم يكن يهدأ بل كان يشتد ليلا فيشتد الاذى لأهل رفح .. فبعض البيوت قد تصدعت من جراء القصف.. اما من الناحية الاقتصادية فأغلب المحلات فى رفح مغلقة و لا تفتح الا عند عبور اهل فلسطين .. و سائقو السيارات يعملون بشكل اساسى على نقل الركاب من و الى المعبر و كل ذلك متوقف من شهور طويلة.. و المصدر الموجود الان للدخل هو الاتفاق مع من عنده نفق لغزة يهرب فيه السكر و الزيت و لكن ثمن مثل تلك الانفاق غالى فثمنها اعتقالات و احكام بالسجن و مداهمات امنية و طبعا اهالى رفح خاصة من يمكلون منازل بالقرب من الشريط الحدودى يعانون من المداهمات الامنية بشكل شبه يومى , فممنوع عليهم الصعود لأسطح منازلهم , ممنوع التصوير , ممنوع استقبال احد من زوار المدينة , لجان التفتيش فى كل شارع , حتى الترفيه فى رفح ممنوع فالشاطئ مغلق منذ انسحاب الجيش الاسرائيلى من غزة فى 2005 و لا يفتح إلا لأيام قليلة كل صيف و هو الآن مغلق منذ شهر يوليو 2008 و عليه قوات من حرس الحدود..


هذه بعض معاناة اهل رفح و العريش و سيناء و هذه اضرار وقعت على جزء من ارض مصر .... و هذا هو الامان الذى وفرته لنا اتفاقية السلام

الثلاثاء، ١٠ فبراير ٢٠٠٩

مشاهد من رحلة رفح_المشهد الثانى

الحدود مصطنعة

((الحدود مصطنعة)) كلمة اسمعها منذ الصغر و معناها ان الحدود بين الدول العربية ليست حدودا طبيعية بل هى حدود صنعها الاستعمار لتفتيت الدول العربية .. و لكن ليس من رأى كمن سمع ... فهذه اول مرة اعرف فعلا معنى هذه الكلمة و فى رفح تحققت كلمة (الحدود المصطنعة) بشكل واقعى عندما تقف فى الشارع فى رفح و تنظر الى اخر الشارع ستجد غزة و ترى المبانى و المآذن و غيرها من معالم رفح الفلسطينية و هذا معنى اخر يدل على اصطناع الحدود فهنا رفح و هناك رفح ايضا و هذه مصرية و تلك فلسطينية....
فى آخر اى شارع فى رفح (مثل بوابة صلاح الدين) ستجد سور بنى حديثا بعد حادث عبور الفلسطينيين إلى مصر منذ حوالى العام .. و كان قبل السور سلك شائك بسيط و قبل السلك الذى كان يفصل بين رفح و اخرى كان هناك سلك يفصل بين البيوت او كما يحكى اهالى رفح يفصل السلك بين اسكح البيوت و لكن بعد فترة هدم الاحتلال من جانب و مصر من جانب البيوت المتلاصقة و ارجعها الى الخلف.. و على شاطئ رفح لو مشيت على الرمل الاصفر فما هى غير خمس دقائق لتصل الى شاطئ غزة و الفرق بين الشاطئين كالفرق بين شاطئ سيدى بشر 1 و شاطئ سيدى بشر 2 فلن تعرف ان شاطئ رفح (المصرية) انتهى إلا اذا رأيت برميل دهن بعلم مصر لتعرف ان قد جاوزت الحدود...
فى رفح يصعب عليك التعرف على المصرى و الفلسطينى فالاثنان ملامحهما متشابهة و لهجة الكلام متشابهة و العائلات فى رفح او حتى فى العريش كلها لها اصول او اقارب فى غزة , و قد قابلت احد الشباب والده مصرى و عمه فلسطينى و باقى العائلة متداخلة, جزء يقيم فى العريش و جزء يقيم فى خان يونس.
التداخل بين الحدود وصل حتى إلى وسائل الاتصال الحديثة فما ان تصل الى رفح حتى تجد ان هاتفك قد وجد اشارة شبكة المحمول العاملة فى غزة و تجد رسالة من شركة المحمول ترحب بك فى فلسطين .. و بعض الاهالى فى رفح الفلسطينية نتصل بهم على ارقام محمول مصرية.. و كأن رسالة الترحيب من شركة المحمول الفلسطينية هى رسالة لنا بأنه عبر الازمان و مهما صنعنا من حدود فستظل الحدود مصطنعة و كاذبة .. و حتما ستزول لتعود وحدة الارض و الشعوب و المصير

الأربعاء، ٤ فبراير ٢٠٠٩

مشاهد من رحلة رفح


منذ حوالى العام حدث ان اقتحم الفلسطينيين السلك الشائك بين رفح المصرية و الفلسطينية و اصبحت الحدود مفتوحة بين البلدين و كانت فرصة لكثير من الشباب للذهاب الى رفح المصرية و العبور منها الى رفح الفلسطينية و وقتها عرض على بعض الاصدقاء ان ارافقهم فى رحلة الى رفح و لكن ظروفى الشخصية فى هذا الوقت لم تكن تسمح لى بترك القاهرة , هذا الى جانب انى بصراحة لم تكن عندى الحماسة الكافية لهذه الرحلة ... و مع حدوث العدوان الاجرامى الصهيونى على غزة , و جدت بداخلى دافع غريب للذهاب الى رفح على عكس المرة السابقة, و رغم ان الاصدقاء هذه المرة اخذوا فى تحذيرى من الذهاب إلا ان الدافع الداخلى كان اقوى و لا اعرف إذا كان هذا الدافع هو احساس بالندم على إضاعة فرصة الدخول إلى ارض غزة (ارض الرباط) ام كان الدافع هو احساس بالذنب عن عدم استطاعتى ان افعل شيئا من اجل شهداء غزة ام هو احساس بأنه يجب على ان اكون موجودا بجوار غزة وهى تضرب بما انى لا استطيع ان اكون داخلها ... ام هو حب استطلاع لمعرفة ما يحدث فى غزة او على الاقل على الحدود .
و كان القرار بالذهاب الى رفح .... و ذهبت الى رفح ... و كانت هذه المشاهد من رحلتى القصيرة لمدة 36 ساعة الى رفح "المصرية".



المشهد الاول
(مصر تحارب فلسطين)



و هذا اكثر المشاهد وضوحا فى رفح .. او قل هذا هو الاحساس الذى سينتابك و انت فى رفح ... ففى الطريق الى العريش او الى رفح ستجد تفتيش على البطاقات سواء كنت فى طريق الذهاب او طريق العودة و الغرض من التفتيش هو البحث عن فلسطينيين ليصبح نجاح المخبر فى الوصول الى فلسطينى فى السيارة ليقوم بانزاله و التأكد من اوراق اقامته و صحتها و ماذا يفعل بالضبط (باعتبار) ان وجود فلسطينى على ارض مصر هو امر غير عادى و مريب .. فالفلسطينى الموجود فى مصر هو فى الاساس متهم و هى رسالة لكل فلسطينى انه شخص غير مرغوب في وجوده فى مصر ...
و اذا وصلت الى مدينه رفح تجد المدينة حقا محصنة فهناك امن مركزى و جيش مصر الباسل و مباحث و مخابرات و امن دولة و غيرها من الاجهزة الامنية و المتاريس فى الشوارع و السؤال البديهى هو : هى مصر خايفة من اسرائيل؟ فتأتى الاجابه من اى واحد فى الشارع: لأ طبعا .. مصر خايفة من الفلسطين و ان الفلسطينيين يدخلوا مصر .. و كلما زاد الضرب على غزة و على رفح الفلسطينية (و هذا امر تستطيع ملاحظته بسهولة و انت تسير فى رفح) تزداد التعزيزات الامنية فى رفح المصرية تحسبا لدخول اى فلسطينى فارا من الحرب او الضرب او حتى طلبا للغذاء او الدواء و لعل هذا التصرف المصرى هو الذى ادى الى اشتباك الجيش المصرى مع مجموعة من الفلسطينيين الذين فروا من احدى الغارات الاسرائيلية الى رفح المصرية ليفاجئوا بالرصاص المصرى يستقبلهم فحدث الاشتباك الذى ادى الى مقتل شاب فلسطينى و ضابط مصرى... و طبعا ما تفعله مصر ضد الاتفاقيات الدولية التى تمنع اغلاق الحدود امام الفارين من الحروب .. فما بالك اذا كان الفارين هم اشقاء العروبة و الاسلام ؟!!
و عندما احببت ان انسى الحرب و احصل على صورة لغزة التى تظهر امام عينيك وجدت ان ذلك ممنوعا حتى انه اصبح ممنوعا على اهالى رفح انفسهم .. فقد يتعرضون للقبض عليهم اذا صور احدهم رفح الفلسطينية من داخل منزله مخافة ان تتسرب هذه الصور للصحفيين و ان يكون فى هذه الصرو ما يوضح الخراب و الدمار الذى خلفه الاعتداء الصهيونى على غزة .. و اذا ما تركنا رفح المدينة ذهبنا الى رفح المعبر تكتشف حقيقة ان كل ما يقال فى العلام المصرى الرسمى ((كذب)) فاهل غزة لا يريدون ان يقيموا فى سيناء بل سنجد اهل غزة الموجودن فى مصر يريدون ان يعبروا الى داخل غزة و هو يشاهد الطائرات الاسرائيلية تقصف بيوتهم ... ستكتشف ايضا ان المعبر لا يفتح الا عدد محدود من الساعات و انه لا يدخل من معبر رفح الا الدواء اما الاغذيه و حتى البطاطين و الملابس فلا يسمح بدخولها الا عن طريق العوجة او معبر كرم ابى سالم و هى معابر تحت سيطرة اليهود ولا تعرف لماذا تفعل الحكومة المصرية ذلك ... كنت هناك و شاهدت اعتصام الاطباء المصريين و العرب و اعتصام امناء النقابات الطبية بالعالم العربى و معهم امين اتحاد الاطباء العرب (د. عبد المنعم ابو الفتوح) و مصر ترفض دخولهم الى غزة لإنقاذ الحالات الحرجة التى لا يمكن نقلها و جاء وزير الصحة و رفض مقابلتهم فى البداية و بعد فترة وافق على مقابلة ممثل عن الاطباء (د. مدحت عاصم) لتسمع اغرب رد من وزير الصحة المصرى و هو ان اسرائيل لا تسمح بدخولهم مع العلم ان معبر رفح هو معبر مصرى فلسطينى و لا يوجد لاسرائيل اى علاقة بالمعبر لأن اسرائيل انسحبت من قطاع غزة منذ عام 2005 ..
(بالمناسبة بعد عودتى بيومين دخل بعض الاطباء الى غزة بعد الاذن طبعا).
اليست كل هذه المشاهد تشعرك بان مصر تحارب فلسطين ... لقد كنت متعجبا من المظاهرات التى امام السفارات المصرية و كنت غاضب من حرق العلم المصرى و لكن يبدو ان المصريين هم آخر من يشاهد او يعرف ما يحدث فى مصر .... لقد التمست لهم بعض العذر .. فالظاهر للعيان ان مصر تحارب فلسطين و الحكومة المصرية لم تقل او تفعل ما ينفى ذلك.. و لكن السؤال الآن لماذا تحارب مصر فلسطين و الفلسطينيين؟؟؟؟


كان هذا المشهد الاول و تتوالى المشاهد...

الجمعة، ٢٨ نوفمبر ٢٠٠٨

لماذا توقفت


توقفت منذ فترة عن طويلة عن التدوين و كان آخر ما دونته بوست عن وفاة والدى _رحمه الله_ و من يومها و انا امر بمرحلة غريبة جدا فى حياتى منها مدونتى التى انطلقت باسم "القصاص للجميع" فى وقت ابتلاء لى عندما اعتقلت عقب التعديلات الدستورية فى مارس 2007 و جاء الاعتقال فى ظروف شخصية و هى انى كنت قد خطبت منذ فترة بسيطة قبل الاعتقال و كنت اظن و ظن معى الكثير من الاصدقاء ان هذا ابتلاء كبير و لكنى فى الفترة الاخيرة اكتشفت انه ليس الابتلاء الاكبر و ان كان هو الظاهر امام الناس ... ففى الشهور الماضية شهدت ابتلاءات كثيرة يهون امامها ابتلاء السجن ... اهمها الابتلاء بفقد الاب الذى مهما كان كبيرا او مريضا فهو السند الذى لن يعوض شيئا فى الحياة غيابه و من بعدها بأيام قليلة كان خبر وفاة او قتل او قل استشهاد الاخ الاكبر و الصديق المهندس احمد جمعة الذى لقى مصرعه فى السودان اثناء محاولة انقلاب قام بها المتمردون فى ام درمان و توالت من يومها ابتلاءات شتى فى العمل و الرزق و البدن و الصحة و افتقاد الاحبة و غيرها.... و لن اقول انى كنت الصامد و لن ادعى البطولة فلا بطولة فى الابتلاء و لكنه الصبر و الايمان بالقدر الذى يعطيه الله هبة و رحمة من عنده لعباده لكى يتمكنوا من مواصلة الحياة ... فالحمد لله.

لكن الدرس الذى احاول ان اخرج به هو ان كل ماقد يمر به الانسان من ابتلاء هو ما يقوى ظهره و يزيد خبرته و هو فى كل الاحوال خير.... الامر الثانى ان هناك انواع من الابتلاء قد تصيب الإنسان و هو فى يوم ما لم يكن يتخيل ان تحدث له او يكون قد رأها عند غيره فكان يستغرب حدوثها او يستصغرها و قد يستغرب رد فعل الاخرين تجاهها حتى تحدث له فيعرف امكانية حدوثها و قوة تأثيرها و يعرف ايضا ان هناك اشياء صغيرة و لكنها كبيرة الاثر فى النفس و ان هناك ابتلاء خفى عن الناس و لكنه اقوى من الظاهر امامهم.

الامر الاخير الذى تعلمته انه لابد للحياة ان تستمر رغم ما قد يمر بالانسان من مصائب او معوقات او ابتلاءات و على الانسان ان يسعى لذلك بقدر استطاعته و ان يجعل حياته و حياة من حوله مستمرة.

لذلك اكتب اليوم فى محاولة ان تستمر حياتى و يستمر التدوين