الثلاثاء، ١٠ فبراير ٢٠٠٩

مشاهد من رحلة رفح_المشهد الثانى

الحدود مصطنعة

((الحدود مصطنعة)) كلمة اسمعها منذ الصغر و معناها ان الحدود بين الدول العربية ليست حدودا طبيعية بل هى حدود صنعها الاستعمار لتفتيت الدول العربية .. و لكن ليس من رأى كمن سمع ... فهذه اول مرة اعرف فعلا معنى هذه الكلمة و فى رفح تحققت كلمة (الحدود المصطنعة) بشكل واقعى عندما تقف فى الشارع فى رفح و تنظر الى اخر الشارع ستجد غزة و ترى المبانى و المآذن و غيرها من معالم رفح الفلسطينية و هذا معنى اخر يدل على اصطناع الحدود فهنا رفح و هناك رفح ايضا و هذه مصرية و تلك فلسطينية....
فى آخر اى شارع فى رفح (مثل بوابة صلاح الدين) ستجد سور بنى حديثا بعد حادث عبور الفلسطينيين إلى مصر منذ حوالى العام .. و كان قبل السور سلك شائك بسيط و قبل السلك الذى كان يفصل بين رفح و اخرى كان هناك سلك يفصل بين البيوت او كما يحكى اهالى رفح يفصل السلك بين اسكح البيوت و لكن بعد فترة هدم الاحتلال من جانب و مصر من جانب البيوت المتلاصقة و ارجعها الى الخلف.. و على شاطئ رفح لو مشيت على الرمل الاصفر فما هى غير خمس دقائق لتصل الى شاطئ غزة و الفرق بين الشاطئين كالفرق بين شاطئ سيدى بشر 1 و شاطئ سيدى بشر 2 فلن تعرف ان شاطئ رفح (المصرية) انتهى إلا اذا رأيت برميل دهن بعلم مصر لتعرف ان قد جاوزت الحدود...
فى رفح يصعب عليك التعرف على المصرى و الفلسطينى فالاثنان ملامحهما متشابهة و لهجة الكلام متشابهة و العائلات فى رفح او حتى فى العريش كلها لها اصول او اقارب فى غزة , و قد قابلت احد الشباب والده مصرى و عمه فلسطينى و باقى العائلة متداخلة, جزء يقيم فى العريش و جزء يقيم فى خان يونس.
التداخل بين الحدود وصل حتى إلى وسائل الاتصال الحديثة فما ان تصل الى رفح حتى تجد ان هاتفك قد وجد اشارة شبكة المحمول العاملة فى غزة و تجد رسالة من شركة المحمول ترحب بك فى فلسطين .. و بعض الاهالى فى رفح الفلسطينية نتصل بهم على ارقام محمول مصرية.. و كأن رسالة الترحيب من شركة المحمول الفلسطينية هى رسالة لنا بأنه عبر الازمان و مهما صنعنا من حدود فستظل الحدود مصطنعة و كاذبة .. و حتما ستزول لتعود وحدة الارض و الشعوب و المصير

هناك تعليق واحد:

حفيدة البنا يقول...

حسبنا الله ونعم الوكيل
بعد كده الواحد هينزل من بيته يلاقى حدود قدام الباب ولو قدروا يعملوا أكتر من كده هيعملوا... بس مسيره هيجى اليوم اللى الدول العربيه المسلمه كلها هتبقى وحده والحدود هتبقى بس للأعداء.
جزيتم خيرا