الجمعة، ٢٨ نوفمبر ٢٠٠٨

لماذا توقفت


توقفت منذ فترة عن طويلة عن التدوين و كان آخر ما دونته بوست عن وفاة والدى _رحمه الله_ و من يومها و انا امر بمرحلة غريبة جدا فى حياتى منها مدونتى التى انطلقت باسم "القصاص للجميع" فى وقت ابتلاء لى عندما اعتقلت عقب التعديلات الدستورية فى مارس 2007 و جاء الاعتقال فى ظروف شخصية و هى انى كنت قد خطبت منذ فترة بسيطة قبل الاعتقال و كنت اظن و ظن معى الكثير من الاصدقاء ان هذا ابتلاء كبير و لكنى فى الفترة الاخيرة اكتشفت انه ليس الابتلاء الاكبر و ان كان هو الظاهر امام الناس ... ففى الشهور الماضية شهدت ابتلاءات كثيرة يهون امامها ابتلاء السجن ... اهمها الابتلاء بفقد الاب الذى مهما كان كبيرا او مريضا فهو السند الذى لن يعوض شيئا فى الحياة غيابه و من بعدها بأيام قليلة كان خبر وفاة او قتل او قل استشهاد الاخ الاكبر و الصديق المهندس احمد جمعة الذى لقى مصرعه فى السودان اثناء محاولة انقلاب قام بها المتمردون فى ام درمان و توالت من يومها ابتلاءات شتى فى العمل و الرزق و البدن و الصحة و افتقاد الاحبة و غيرها.... و لن اقول انى كنت الصامد و لن ادعى البطولة فلا بطولة فى الابتلاء و لكنه الصبر و الايمان بالقدر الذى يعطيه الله هبة و رحمة من عنده لعباده لكى يتمكنوا من مواصلة الحياة ... فالحمد لله.

لكن الدرس الذى احاول ان اخرج به هو ان كل ماقد يمر به الانسان من ابتلاء هو ما يقوى ظهره و يزيد خبرته و هو فى كل الاحوال خير.... الامر الثانى ان هناك انواع من الابتلاء قد تصيب الإنسان و هو فى يوم ما لم يكن يتخيل ان تحدث له او يكون قد رأها عند غيره فكان يستغرب حدوثها او يستصغرها و قد يستغرب رد فعل الاخرين تجاهها حتى تحدث له فيعرف امكانية حدوثها و قوة تأثيرها و يعرف ايضا ان هناك اشياء صغيرة و لكنها كبيرة الاثر فى النفس و ان هناك ابتلاء خفى عن الناس و لكنه اقوى من الظاهر امامهم.

الامر الاخير الذى تعلمته انه لابد للحياة ان تستمر رغم ما قد يمر بالانسان من مصائب او معوقات او ابتلاءات و على الانسان ان يسعى لذلك بقدر استطاعته و ان يجعل حياته و حياة من حوله مستمرة.

لذلك اكتب اليوم فى محاولة ان تستمر حياتى و يستمر التدوين