الجمعة، ٢٠ يوليو ٢٠٠٧

رسالة الى خطيبتى

خطيبتى إيمان.......


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اكتب لك هذا الخطاب بعد ما وصلتنى تدوبنتك التي تحكى فيها عن ليلة 13/3/2007 و التي قلتى عنها انها ليلة لا تنسى, و قد سعدت بها و خاصة انك اول مرة تكتبى تدوينه و علها فاتحة خير عليكى...و لكن لا اخفى عليكى انها ذكرتنى بهذه الليلة القاسية ...لم تكن قاسية على فقط ولا على 17 واحد من الاخوان تم القبض عليهم في هذه الليلة, بل و كانت قاسية على امى و ابى ايضا و ذكرتهم بسبع مرات سابقة اقتحم فيها الامن منزلنا.... و كانت قاسية عليكى انتى ايضا, نعم تحدثت معك في بداية الخطوبة عن احتمال تعرضى لمواقف مشابهة و اعتقال و ما الى ذلك و لكن ام اكن اتوقع أن يحدث ذلك بهذه السرعة و مع بدايات الخطوبة و قدر الله و ما شاء فعل, و هذا جعلنى اكتب لك هذا الخطاب معتذرا لك على ما سببته لك من ألم في هذه الليلة, و معتذر عن اشياء اخرى كثيرة.

آسف لانى اضعت عليكى اجمل فترة في حياة كل فتاة(فترة الخطوبة) و ملأتها لك تنقلا من المحامى للنيابة للسجن, و تحولت فترة الخطوبة من فترة بها مشاعر جميلة إلى فترة مليئة بمشاعر القلق و انتظار الخروج....و تبدل الخروج للكافيتريات كباقى المخطوبين إلى طرقة في السجن, و بدلا من آتى لزيارتك..تأتى انت لزيارتى .
فالألم لم يتوقف على هذه الليلة و فقط بل تبعها ايام وليالى و شهور و الله وحده يعلم متى تنتهى, و لكنى اثق انها ستنتهى قريبا بإذن الله و سيعوضنا الله عن هذه الليالى التي لا تنسى و عن كل الايام و اللحظات الجميلة التي ضاعت.

و قبل أن انهى خطابى, احب أن اقول لك كل سنة و انتى طيبة بمناسبة عيد ميلادك و بردو آسف انى مش هأقدر اكون معاكى, بس اوعدك إن شاء الله إن هيكون عندنا مناسبات سعيدة كتير نحتفل بها سويا و ستأتى أيام و ليالى اخرى لن ننساها و لكن هذه المرة لأنها ستكون ليالى جميلة و سعيدة.

خطيبك/ محمد القصاص
16/7/2007

السبت، ١٤ يوليو ٢٠٠٧

13/3/2007

السلام عليكم

اترددت كتيير قبل ما اكتب البوست دة لاسباب مش مجال ذكرها دلوقتى بس المهم أن انا في الاخر قررت انى اكتبه....قررت أن انا اكتب عن ليلة 13/3/2007 و هي ليلة ما محمد اتقبض عليه...

نبدأ الموضوع من الاول شوية ....
يوم الاتنين 12/3/2007 كنت راجعة من الكلية على الساعة خامسة تقريبا....هلكانة كالعادة...كلمت محمد عااادى جدا و دخلت نمت شوية عشان بعد كدة اصحى اذاكر عشان كان عندى امتحان ميد ترم يوم الاربعاء
صحيت الساعة عشرة لاقيت محمد متكلم على الموبايل اربع مرات...اتصلت بيه لاقيت الموبايل مغلق....قلت عادى شوية و هيخلص "المشوار" اللى هو فيه و يتكلم و قمت و صليت العشاء و حضرت مذاكرتى و جربت اتصل تانى بردو التليفون مغلق....قلقت...و لمدة ساعة و نص كل شوية اتصل و الاقيه مغلق.....لدرجة أن انا قلت هلاقى حد من
اصاحبه متصل يقولى انه اتاخد فعلا.....و طبعا لا ذاكرت ولا بصيت في كتاب

فيييييييييين بقى على الساعة 12:30 كدة محمد ربنا كرمه و اتصل...(.و مفيش داعى للخوض في تفاصيل


المكالمة )...قاللى الموبايل خلص شحنه و انا مروح دلوقتى ولما اوصل هاكلمك ...و فعلا وصل البيت الحمد لله ...واتصل بيا...الساعة دلوقتى 1:30 و عرفت أن د/محمود غزلان اتقبض عليه و انهم مشغولين كانوا مع محمد غزلان ..و بعدين قعد يطمنى أن كدة الليلة عدت خلاص و ان مفيش قلق خلاص و روحى ذاكرى و اطمنى.... و مكملش كلامه و لقيته بيقولى لحظة واحدة ...قام و رجع

محمد: إيمان انا باتاخد
انا: يعنى ايه ؟ ايه اللى حصل؟
محمد: عربية الترحيلات تحت البيت اهة و الله........سلام دلوقتى
انا: لأ استنى لحظة فهمنى ايه اللى حصل
محمد: طيب استنى لحظة

اتصل بوليد صاحبة قال له أن هو انهم جم ياخدوا ووصاه يطمن على والده ووالدته و قفل معاه..و رجع كلمنى تانى....

محمد: انا لازم اقفل دلوقتى هيكسروا الباب ولازم اصحى ماما و بابا عشان ميتخضوش ....كلمى اسلام قوليله... و ابقى كلمى ماما و بابا اطمنى عليهم...و ادعيلى....لا إله الا الله

بصراحة انا مش فاكرة انا رديت قلت ايه...او اذا كنت رديت اصلا...لان انا غالبا لما باتخض بارتبك و مش باعرف اكلم اصلا

قفلت معاه و كلمت زوجة اسلام قلتلها على اللى حصل....قعدت توصينى انى ادعيله بالثبات و الصبر

بعد شوية اتصلت في البيت عند محمد...والدته اللى ردت عليا...كان الناس لسه عندهم بيفتشوا ....طبعا طنط كانت بتعيط و حاولت اهديها بس كان صعب اوى انها تهدى و هي شايفها ابنها بتاخد منها منغير ذنب...دة غير أن انا اصلا مكنتش لاقية حاجة اقولها ممكن تهون عليها...طبعا حاولت تخلي محمد يكلمنى و طبعا الظابط مرضيش ....فقالتلى ادعيله يا ايمان و متزعليش و قفلت معاها

الساعة دلوقتى كانت تقريبا 2:30 ...والدتى صحيت من النوم....حكيتلها على اللى حصل...قعدت تهدينى شوية و بعدين قالتلى شوية و كلميهم اطمنى عليهم و قومى دلوقتى اتوضى و صلى و ادعيله...

قمت فعلا اتوضيت و بعدين كلمت طنط تانى ...قالتلى انهم لسة نازلين دلوقتى بعد ما اخدوا اللى ربنا قدرهم عليه....ووصتنى على امتحانى و مذاكرتى

قفلت معاها و قمت اصلى ركعتين...و انا واقفة اصلى قرأت الفاتحة و سبحان الله زى ما اكون نسيت اى حاجة انا حفظاها من القرآن و مش على بالى غير آية واحدة بس قعدت ارددها طول اربع ركات الآية كانت

"ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون"

و كانت نعمة كبييرة اوى من ربنا لأن الآية دى ثبتتنى جدا في الوقت دة

خلصت صلاتى و قعدت ادعى و اقرأ قرآن لحد ما الفجر اذن ... صليت الفجر و قلت الاذكار ...حاولت انام معرفتش ...فدخلت على النت و قريت الخبر على أنا أخوان و قريت التدوينة بتاعة أ/مجدى سعد....و قمت احضر نفسى عشان انزل الكلية

دة كان تقريبا اللى حصل ليلتها....و على اى حال هي ليلة لن انساها

ربنا يفك اسر جميع المعتقلين إن شاء الله .......
.و يخلص مصر من هذا النوع من الليالى التي لا تنسى قريبا بإذن الله

الثلاثاء، ١٠ يوليو ٢٠٠٧

السلام عليكم
الخبر نزل على اخوان اون لاين
د/ محمد سعد اخد افراج فعلا لكن لا يزال فى المستشفى
د/ محمد كان اصيب بذبحة صدرية نقل على اثرها لمستشفى القصر العينى..هى الحالة استقرت دلوقتى و خرج من العناية الحمد لله
د/ محمد سعد هو من القيادات الاخوانية فى الجيزة و هو عضو مجلس نقابة الاطباء بالجيزة و رئيس قسم المسالك بمستشفى بولاق و كان من المتهمين فى نفس القضية مع محمد
مبروك الافراج يا دكتور و عقبال كل المعتقلين ان شاء الله
و عقبالك يا مصر

الثلاثاء، ٣ يوليو ٢٠٠٧

حكايتى مع السجن

تدوينة جديدة من طرة...هى معايا من يوم الخميس بي معرفتش انزلها غير انهاردة..اسفة على التأخير

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
طلب منى احد اخوانى أن اكتب عن مرات حبسي و سأحاول أن ألبى هذا الطلب في السطور القادمة و سأتحدث عن حكايتي مع السجن و سأتحدث عن مرات السجن و سبب ككل مرة و مدتها و هي بلغت حتى الآن عاو و نصف (18 شهر) و هذه المدة التي قضيتها في السجن (حتى الآن) بخلاف حوالى شهر متفرق احتجاز في مقار امن الدولة, و حوالى ثلاثة اشهر قضيتها هاربا مطاردا من الامن,

و الثمانى عشر شهر هذه قضيتها موزعة على 4 مرات حبس,
اما الاولى فكانت في عام 1999 و قد قبض على مع مجموعة من طلاب الاخوان بجامعة القاهرة مع انى كنت خريجا و كان معى من الخريجين سامح البرقى و مجموعة من الطلاب و رغم حصولى على اخلاء سبيل من اول عرض على النيابة و رغم انى كنت اؤدى الخدمد العسكرية, إلا أن كل هذا لم يشفع لى ليتم اعتقالى و في السجن اكتشفت أن غالبية الجامعات تم اعتقال الطلاب النشطاء بها و كذلك عدد كبير من الاخوان بالمحافظات و عرفت أن سر القبض علينا يرجع إلى تخوف النظام من تحرك الاخوان و خاصة الطلاب ضد التجديد للرئيس في الاستفتاء على الرئاسة, خاصة بعد رفض الاخوان مبياعته, و استمر اعتقالى ثلاث اشهر و اذكر أن بداية الالفية الثالثة قد جاءت و انا مسجون و يالها من الفية و بداية مبشرة جدا لهذه الالفية و فعلا كانت الالفية ولا تزال تحمل الكثير من الاحداث و الكثير من السجن لى,

ففى عام 2001 و بعد احداث 11 سبتمبر و قرار امريكا اعلان الحرب على الاسلام و الاسلاميين و تحركها لضرب افغاستان و استعدادها لضرب العراق و مواجهة الاخوان لهذه الاعتداءات بتحرك شعبى و جماهيرى قامت الحكومة المصرية بالقبض في 5/11/2007 على 22 من الاخوان و تحويلهم لمحاكمة عسكرية و قد كنت ضمن هذه المجموعة و كان على رأس المجموعة د/ محمود غزلان و د/ عبد المنعم البربري و الحاج ماجد الزمر و غيرهم و قد عرفت هذه القضية بقضية الاساتذة لوجود عدد كبير من اساتذة الجامعات بها و كنت اصغر المتهمين (27 سنة) و بعد محاكمة استمرت 9 اشهر حصلت على البراءة و خرجت من السجن يوم 20/7/2002 لأخذ هدنة نسبية حتى جاء عام 2006

و بعد ما حدث مع القاضيان محمود مكى و هشام البسطويسى لتتحرك كل القوى الوطنية بما فيها الاخوان لمناصرة القاضيان (بل مناصرة القضاء و استقلاله) و لإيمانى بان القضاء هو الحصن الاخير للمواطن المصرى شاركت في مظاهرة لتأييد استقلال القضاء يوم 11/5/2006 و يومها اعتدى الامن على المشاركين بالضرب و تعمد احد المخبرين عرقلتى و تعرضت للسحل و الضرب و الاحتجاز لساعات طويلة معصوب العينين لأذهب للنيابة بعدها و احبس للمرة الثالثة ولمدة شهرين كاملين

و بعد ثمانى اشهر من خروجى وفى فجر يوم 13/3/2007 تم القبض على (على خلفية رفض الاخوان للتعديلات الدستورية و تشويه دستور مصر على يد النظام) و من يومها و حتى الآن لا زلت في السجن...


هذه هي حكايتي مع السجن و هي حكاية لم تنتهى, حكاية نظام لا يتحرك لفعل شئ قبل أن يقمع و يسجن معارضيه, حكاية ربما تكون مكررة , و تتكرر كل يوم ضد كل شاب عنده وطنية و عنده فكر, و مؤمن بالحرية لوطنه و تكرر اكثر إذا كان هذا الشاب يتخذ من الاسلام مرجعية له, و رغم انها حكاية مشابهة لحكاية كثير من الشباب و الرجال و احيانا النساء في هذا الوطن إلا انها نموذج لتعامل النظام مع مواطنيه معارضيه

و حسبنا الله و نعم الوكيل

محمد القصاص
25/6/2007